في شهر يوليو الماضي، وبعد أن رفضت عرضًا بقيمة 45 مليار دولار من مايكروسوفت في العام 2008، وبعد أن تجاوزت قيمتها السوقية 125 مليار دولار قامت شركة ياهوو الأمريكية بإتمام صفقة الاستحواذ مع شركة Verizon الأمريكية مقابل 4.84 مليار دولار، وفي تلك المقال سنعرض أهم محطات شركة ياهوو الأمريكية قبل أن نودعها اليوم بعد
أن قامت بتغيير اسمها للأبد.
انطلاقة غير متوقعة
ففي الخامس من مارس عام 1995 لم يكن مؤسسا شركة ياهو، جيري يانج، وديفيد فايلو، على علم بأن مشروعهما سيصبح رابع موقع استخداما، وثالث محرك بحث بعد جوجل ومايكروسوفت، حيث قاما خريجي جامعة ستانفورد بتأسيس الشركة لأول مرة في يناير 1994، وتم إعلانها رسميا في 2 مارس عام 1995، تقع في “وادي السيليكون” في سانيفال في ولاية كاليفورنيا داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
تعتبر ياهو شركة خدمات حاسوبية أمريكية تدير بوابة الشبكة العالمية ودليل للشبكة، كما تقدم منتجات وخدمات أخرى من أشهرها خدمة البريد الإلكتروني، محرك بحث والذي يبلغ عمره اليوم عشرون عاما، وخدمة إخبارية.
أراء آخرى
ولكن هناك بعض الآراء التي تفيد بإن شركة ياهوو هي شركة إعلامية برغم مكانها الكائن في وادي السليكون، فالبرغم من إنها مليئة بخبراء التكنولوجيا والأشياء المعهودة التي تدل على أنها شركة رقمية، ولكن بالنسبة للكثير من الأميركيين تعد شركة “ياهو” مصدرا للحصول على المعلومات.
أرقام هامة
وأما عن أهم الأرقام التي حصلت عليها في تاريخها، فإنه وبحلول نهاية عام 1994، كان موقع “ياهو” قد تعدى مليون زيارة، وعندها أدرك يانج وفايلو أن موقعهما له قدرة تجارية هائلة، وفي 1 مارس عام 1995، أعلنت ياهو كشركة رسميا، وفي 5 أبريل 1995، قامت شركة “سيكيوا كابيتال” بمد “ياهو” بدورتين من رأسمال مغامر بها، وفي 12 أبريل 1995، تم أول عرض عام “لياهو” جمعت منه 33.8 مليون دولار، ببيع 2.6 مليون سهم بسعر 13 دولار للسهم الواحد.
ومنذ عام 2007، تعد بوابة ياهو هي من أكثر المواقع زيارة على الإنترنت، بأكثر من 130 مليون زائر مختلف شهريا، ومتوسط زيارات لصفحات شبكة “ياهو” العالمية يصل إلى 3.4 مليار زيارة يوميا، ما يجعلها واحدة من أكثر المواقع الأمريكية زيارة.
بداية النهاية
في مطلع عام 2015 سادت الشركة حالة تفاؤل الشديدة بعد قدوم ماريسا ماير كمديرة تنفيذية جديدة للشركة والتي تحمل خبرة كبيرة من خلال عملها السابقة في جوجل، والتي حملت الكثير من الآمال والتطلعات، استطاعت ماريسا ماير خلال خطتها تقليل الخسائر من خلال التخلص من القطاعات غير الرابحة، وكذلك تمت إعادة هيكلة العديد من القطاعات وتقليل عدد الموظفين، إلا أن الأمور لم تسر على ما يرام بسبب أن الإيرادات نفسها تراجعت بشكل غير مسبوق.
وتعرضت الشركة ذلك العام إلى خسارة بمقدار 35 في المائة بسبب تراجع الأرباح، مما جعل مجلس إدارة ياهو يجتمع عدة مرات لبحث سبل علاج هذه الأزمة، أبرز الاقتراحات المطروحة هو ببيع أسهمها في “Alibaba” والتي تقدر بحوالي 30 مليار دولار، ولكنها ستضطر إلى دفع نسبة كبيرة من الضرائب مما جعل المستثمرين ينصحون بألا تقوم الشركة ببيع هذه الحصة، والاقتراح الثاني هو بيع مركز أعمالها الرئيسي عوضاً عن ذلك، لكن المستثمرين يقولون إن هذا المركز لا يساوي شيئا.
وداعًا “ياهوو”
وظلت الشركة تواجه تلك الخسائر حتى استحوذت عليها شركة Verizon الأمريكية مقابل 4.84 مليار دولار، وهي الشركة المقدمة لخدمات الاتصال اللاسلكي في الولايات المتحدة، والمالكة لشركة AOL أيضا.
واليوم من المقرر أن نودع نهائيا اسم ياهوو، حيث كشفت الشركة أنها تعتزم تغيير اسمها إلى “Altaba“، فى حين ستغادر ماريسا ماير الرئيس التنفيذى للشركة، وهذا جنبا إلى جنب ياهو المؤسس المشارك ديفيد فيلو وأربعة من أعضاء مجلس الإدارة الآخرين بعد إتمام الصفقة.